شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74181 مشاهدة
إخراج المدرسة كفيها وعدم ستر قدميها بحضرة الرجال


س 87: وسئل -رعاه الله- بعض أخواتنا المدرسات يتساهلن بإخراج أكفهن وعدم ستر أقدامهن، فيلاحظ أن بعض المدرسات إذا ناولت حارس المدرسة شيئًا إما ورقة أو عملة نقدية أو معاملة أو نحو ذلك أبدت كفها، وأحيانًا يرى ذلك عند خروجها من المدرسة، حيث تكون في وسط كثير من الرجال الأجانب الذين ينتظرون بناتهم أو أخواتهم، وهي متوجهة إلى السيارة التي تنقلها إلى بيتها، فما حكم ذلك وفقكم الله؟
فأجاب: ننصح المسلمة عمومًا والمدرسة خصوصًا بالتستر الكامل لجميع بدنها، لا سيما إذا بدت للرجال الأجانب منها؛ وذلك لأن حارس المدرسة ليس محرمًا للمدرسات، فعليهن الاحتجاب منه، وهكذا إذا خرجت من محيط المدرسة وقبل ركوبها للسيارة إلى بيتها عليها التستر إذا كان هناك رجال ينتظرون أخذ بناتهم أو مولياتهم الطالبات، فلا تبرز أمامهم شيئًا من بدنها؛ فالمرأة كلها عورة أمام الأجانب ومن ذلك القدم والكف فإنهما من الزينة الخفية، وقد قال -تعالى- وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ الآية.
وبالأخص إذا لبست حليًا في الكف أو الساق، فقد قال -تعالى- وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وقد أمرت في الصلاة بالتستر حتى ولو كانت وحدها، فقد روى مالك وغيره عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت في المرأة: تصلي في الخمار والدرع السابغ الذي يغطي ظهور قدميها وروى أبو داود عنها أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار؟ قال: إذا كان الدرع سابغًا يغطي ظهور قدميها وروى أهل السنن عن أم سلمة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المرأة حين ذكر الإزار قال: ترخي شبرًا، قالت أم سلمة: إذًا ينكشف عنها! قال: فذراعًا لا تزيد عليه .
وروى أبو داود وابن ماجه عن ابن عمر قال: رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأمهات المؤمنين في الذيل شبرًا، ثم استزدنه فزادهن شبرًا، فكن يرسلن إلينا فنذرع لهن ذراعًا فإذا كان الصحابيات يرخين ذيولهن تحت الأقدام ذراعًا تجره على الأرض مخافة التكشف في العهد النبوي؛ ففي هذا العهد أولى لضعف الإيمان في كثير من أهل الزمان وكثرة الدوافع إلى النظر وما بعده، فعلى المرأة المسلمة الحرص على ستر جميع بدنها حتى لا تكون فتنة.